للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أقوال العلماء في ذلك مع بيان المقبول منها والمردود -إن شاء اللَّه تعالى- في آخر هذا الباب. انتهى كلام الحافظ -رَحِمَهُ اللَّهُ-.

قال الجامع عفا اللَّه عنه: سأذكر هذا البحث مستوفًى في المسألة الخامسة -إن شاء اللَّه تعالى-.

(فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ") قال القرطبيّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: الضمير في "منه" للقرآن، لا على الأحرف؛ إذ لو كان عائدًا على الأحرف لقال: "منها"، وإنما أعاده على القرآن ليُبيّن أنه يجوز أن يُقرأ بما تيسّر من الأحرف، ومن القرآن؛ لأنه إذا أباح الاقتصار على قراءة بعض القرآن فلأن يجوز الاقتصار على بعض الأحرف أولى. انتهى (١).

وقال في "الفتح": قوله: "فاقرءوا ما تيسّر منه": أي من المُنزَلِ، وفيه إشارة إلى الحكمة في التعدد المذكور، وأنه للتيسير على القارئ، وهذا يُقَوّي قول من قال: المراد بالأحرف تأدية المعنى باللفظ المرادف، ولو كان من لغة واحدة؛ لأن لغة هشام بلسان قريش، وكذلك عمر، ومع ذلك فقد اختلفت قراءتهما، نَبَّهَ على ذلك ابن عبد البرّ، ونقل عن أكثر أهل العلم أن هذا هو المراد بالأحرف السبعة، وسيأتي تمام البحث في هذا قريبًا -إن شاء اللَّه تعالى- واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث عمر بن الخطّاب -رضي اللَّه عنه- هذا متّفقٌ عليه.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [٤٩/ ١٨٩٩ و ١٩٠٠ و ١٩٠١] (٨١٨)، و (البخاريّ) في "الخصومات" (٢٤١٩) و"فضائل القرآن" (٤٩٩٢ و ٥٠٤١) و"استتابة المرتدّين" معلّقًا (٦٩٣٦) و"التوحيد" (٧٥٥٠)، و (أبو داود) في (١٤٧٥)، و (الترمذيّ) في "القراءات" (٢٩٤٣)، و (النسائيّ) في "الافتتاح"


(١) "المفهم" ٢/ ٤٥١.