للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الأرجح هو القول بأفضليّة طول القيام على كثرة الركوع والسجود، فتنبّه، واللَّه تعالى أعلم.

(إِنِّي لَأَعْلَمُ (١) النَّظَائِرَ) أي: السور المتماثلة في المعاني، كالموعظة، أو الْحِكَم، أو القصص، لا المتماثلة في عدد الآي؛ لما سيظهر عند تعيينها، قال المحبّ الطبريّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: كنت أظنّ أن المراد أنها متساوية في العد، حتى اعتبرتها، فلم أجد فيها شيئًا متساويًا. انتهى (٢).

(الَّتِي كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- يَقْرُنُ بَيْنَهُنَّ) بضمّ الراء وكسرها، من بابي نصر، وضرب: أي: يجمع بين السور.

وقوله: (سُورَتَيْنِ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ) مفعول لفعل مقدّر يدلّ عليه ما قبله؛ أي: يَقْرِن سورتين في كل ركعة، والمراد أنه يقرن بينهما بعد قراءة الفاتحة، وإنما سكت عنها، لظهور أمرها، واللَّه تعالى أعلم.

(ثُمَّ قَامَ عَبْدُ اللَّهِ) بن مسعود -رضي اللَّه عنه- من مجلسه ذلك، فدخل بيته (فَدَخَلَ عَلْقَمَةُ فِي إِثْرِهِ) بكسر، فسكون، أو بفتحتين: أي: بعده، يعني: أن علقمة تبع عبد اللَّه إلى بيته، فدخل عليه، ليسأله عن تلك النظائر، فسأله عنها (ثُمَّ خَرَجَ) إلى القوم (فَقَالَ: قَدْ أَخْبَرَنِي بِهَا) وفي رواية أبي معاوية، عن الأعمش التالية: فجاء علقمة؛ ليدخل عليه، فقلنا له: سله عن النظائر التي كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقرأ بها في ركعة، فدخل عليه، فسأله، ثم خرج علينا، فقال: "عشرون سورة من المفصّل في تأليف عبد اللَّه"، وفي رواية واصل الأحدب، عن أبي وائل الآتية: "ثمانية عشر من المفصّل، وسورتين من آل حم".

[تنبيه]: لم يقع عند الشيخين تفسير تلك النظائر العشرين، وقد وقع في رواية أبي داود من طريق أبي إسحاق، عن علقمة والأسود، قالا: أتى ابنَ مسعود رجلٌ، فقال: إني أقرأ المفصل في ركعة، فقال: أَهَذًّا كهذّ الشِّعْر، وَنثْرًا كَنثْرِ الدَّقَل؟ لكن النبيّ كان يقرن بين النظائر، السورتين في ركعة: "الرحمن"، و"النجم" في ركعة، و"اقتربت"، و"الحاقة" في ركعة، و"الطور"، و"الذاريات" في ركعة، و"إذا وقعت"، و"نون" في ركعة، و"سأل سائل"،


(١) وفي نسخة: "لأعرف".
(٢) "الفتح" ٢/ ٣٠٣.