للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(قَالَ) أبو وائل (فَمَكَثْنَا بِالْبَابِ) أي: تمهّلنا وتأخّرنا فيه، يقال: مَكَثَ مَكْثًا، من باب نَصَرَ: إذا أقام، وتَلَبَّثَ، فهو ماكثٌ، ومَكُثَ مُكْثًا، فهو مَكِيثٌ، مثلُ قَرُبَ قُرْبًا، فهو قَرِيبٌ لغةٌ، وقرأ السبعة {فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ} [النمل: ٢٢] باللغتين، ويتعدَّى بالهمزة، فيقال: أمكثه، وتمكّث في أمره: إذا لم يَعْجَلْ فيه (١).

(هُنَيَّةً) بضمّ الهاء، وتشديد الياء تصغير هَنَة، بفتحتين، ويقال: هُنَيْهَةٌ أيضًا؛ أي: قليلًا من الزمان، قاله ابن الأثير (٢).

وقال الفيّوميّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: "الْهَنُ" خفيف النون كناية عن كلّ اسم جنس، والأُنثى هَنَةٌ، ولامها محذوفة، ففي لغة هي هاءٌ، فيُصغَّر على هُنَيْهَةٍ، ومنه يقال: مَكُثَ هُنَيْهَةً: أي: ساعةً لطيفةً، وفي لغة هي واوٌ، فيُصغّر في المؤنّث على هُنَيّة، والهمز خطأٌ؛ إذ لا وجه له، وجمعها هَنَوَاتٌ، ورُبّما جُمعت هَنَات على لفظها، مثل عِدَاتٍ، ويُقال في المذكّر: هُنَيٌّ. انتهى (٣).

وقد تقدّم البحث في هذا مستوفًى في "باب ما يقال في افتتاح الصلاة" فراجعه تستفد، وباللَّه تعالى التوفيق.

(قَالَ) أبو وائل (فَخَرَجَتِ الْجَارَيةُ) لا يُعرف اسمها (٤). (فَقَالَتْ: أَلَا تَدْخُلُونَ) "ألا" بفتح الهمزة، وتخفيف اللام: أداة تحضيض؛ أي: ادخلوا (فَدَخَلْنَا، فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ) "إذا" هنا فجائيّة؛ أي: ففاجأنا جلوس عبد اللَّه -رضي اللَّه عنه- (يُسَبِّحُ) جملة في محلّ نصب على الحال من "جالسٌ"، والمراد أنه يسبّح اللَّه تعالى، ويذكره، وليس المراد أنه يتنفّل بالصلاة؛ لأن ذلك الوقت ليس بوقت صلاة.

(فَقَالَ) عبد اللَّه -رضي اللَّه عنه- (مَا مَنَعَكُمْ أَنْ تَدْخُلُوا) "ما" استفهاميّة، والاستفهام إنكاريّ؛ أي: أيّ شيء منعكم من دخول البيت؟ (وَقَدْ أُذِنَ لَكُمْ؟) جملة حاليةّ من الفاعل (فَقُلْنَا: لَا) نافية؛ أي: لم يمنعنا من الدخول (إِلَّا أَنَّا ظَنَنَّا أَنَّ بَعْضَ أَهْلِ الْبَيْتِ نَائِمٌ) بفتح "أَنّ" في الموضعين، فالأول في تأويل المصدر فاعل


(١) راجع: "المصباح" ٢/ ٥٧٧.
(٢) "النهاية" ٥/ ٢٧٩.
(٣) راجع: "المصباح المنير" ٢/ ٦٤١.
(٤) راجع: "تنبيه المعلم" ص ١٦١.