للفعل المقدّر المدلول عليه بـ "لا"؛ لأنها في قوّة الجملة، كما قدّرناه آنفًا، والاستثناء مفرّغ؛ أي: لم يمنعنا إلا ظنّنا. . . إلخ، والثاني سدّ مسدّ مفعولي "ظَنّ".
وقال النوويّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: معناه: لا مانع لنا إلا أنا ظننا أن بعض أهل البيت نائم، فنُزعجه، ومعنى قولهم:"ظننا": توهّمنا، وجَوّزنا، لا أنهم أرادوا الظنّ المعروف للأصوليين، وهو رجحان الاعتقاد. انتهى (١).
(قَالَ) عبد اللَّه -رضي اللَّه عنه- (ظَنَنْتُمْ) بحذف همزة الاستفهام الإنكاريّ؛ أي: أظننتم (بِآلِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ) يريد ابن مسعود -رضي اللَّه عنه- نفسه؛ لأن أمه كان يقال لها: أم عبد، وكان النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- وغيره يقولون لابن مسعود -رضي اللَّه عنه-: ابن أمّ عبد. (كَفْلَةً؟) مفعول لـ "ظننتم"، يقال: ظننته بكذا: إذا اتّهمته؛ أي: أتتّهمون أهل بيتي غافلين عن الطاعة؟.
وفيه أنه ينبغي للرجل مراعاة أهل بيته ورَعِيّته في أمور دينهم، حتى لا يغفلوا عنها.
(قَالَ) أبو وائل (ثُمَّ أَقْبَلَ يُسَبِّحُ حَتَّى ظَنَّ أَنَّ الشَّمْسَ قَدْ طَلَعَتْ، فَقَالَ: يَا جَارِيةُ انْظُرِي هَلْ طَلَعَتْ؟) وفي نسخة: "هل طلعت الشمس؟ "(قَالَ: فَنَظَرَتْ، فَإِذَا) فجائيّة، كما سبق قريبًا (هِيَ لَمْ تَطْلُعْ) بضمّ اللام، من باب قعد (فَأَقْبَلَ يُسَبِّحُ) أي: فأخبرته الجارية بعدم طلوعها، فأقبل على تسبيحه (حَتَّى إِذَا ظَنَّ أَنَّ الشَّمْسَ قَدْ طَلَعَتْ، قَالَ) وفي نسخة: "فقال"(يَا جَارِيةُ انْظُرِي، هَلْ طَلَعَتْ؟، فَنَظَرَتْ، فَإِذَا هِيَ قَدْ طَلَعَتْ) أي: فأخبرته بطلوعها، فقال. . . إلخ.
قال النوويّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: وفيه قبول خبر الواحد، وخبر المرأة، والعمل بالظنّ مع إمكان اليقين؛ لأنه عمل بقولها، وهو مفيد للظنّ، مع قدرته على رؤية الشمس. انتهى.
(فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَقَالَنَا يَوْمَنَا هَذَا) أي: أقال عَثْرتنا، ولم يؤاخذنا بسيّئاتنا في هذا اليوم، فلم يُهلكنا، بل صفح عنّا، حتى أطلع علينا الشمس من