للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

مطلعها، يقال: أقال اللَّه عَثْرته: إذا رفعه من سقوطه، ومنه الإقالة في البيع؛ لأنها رفع العقد، قاله في "المصباح" (١).

وقال في "اللسان": يقال: أقال اللَّه فلانًا عَثْرته بمعنى صَفَحَ عنه، وأقال اللَّه عَثْرتك، وأقالكها. انتهى (٢).

وهذا فيه أنه ينبغي للإنسان أن يشكر اللَّه تعالى إذا أصبح، ويتذكّر ما منّ به عليه؛ إذ لم يؤاخذه بسيّئاته، بل صفح عنه، وأطلع عليه الشمس، وأيقظه من نومه، فمنه الفضل والنعمة، وله الحمد والمنّة، سبحانك لا نُحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيت على نفسك.

(فَقَالَ مَهْدِيٌّ) أي: ابن ميمون الراوي عن واصل الأحدب (وَأَحْسِبُهُ) أي: أظنّ واصلًا (قَالَ: وَلَمْ يُهْلِكْنَا بِذُنُوبِنَا) أي: زاد على قوله: "أقالنا يومنا هذا" قوله: "ولم يُهلكنا بذنوبنا".

(قَالَ) أبو وائل (فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْم) هو نَهِيك بن سِنان الذي مرّ ذكره في الحديث الماضي (قَرَأْتُ الْمُفَصَّلَ الْبَارِحَةَ) أي: في الليلة الماضية، قال الفيّوميّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: بَرِحَ الشيءُ يَبْرَحُ، من باب تَعِبَ بَرَاحًا: زال من مكانه، ومنه قيل للّيلة الماضية: البارحة، والعرب تقول قبل الزوال: فعلنا الليلة كذا؛ لقربها من وقت الكلام، وتقول بعد الزوال: فعلنا البارحة. انتهى (٣).

وقوله: (كُلَّهُ) بالنصب توكيد لـ "المفصَّل".

(قَالَ) أبو وائل (فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ) بن مسعود -رضي اللَّه عنه- (هَذًّا) تقدّم أنه منصوب على المصدريّة؛ أي: أتَهُذّ هذًّا وهو بفتح الهاء، وبالذال المعجمة المنونة، قال الخطابيّ: معناه سرعة القراءة بغير تأمل، كما ينشد الشعر، وأصل الهَذّ سرعة الدفع. انتهى.

وهذا من ابن مسعود -رضي اللَّه عنه- إنكارٌ على الرجل في إسراعه في قراءته، وعدم ترتيله، وتدبّره.

وقوله: (كَهَذِّ الشِّعْرِ) أي: مثل هذّ الشاعر في إنشاده شعره، قال


(١) "المصباح" ٢/ ٥٢١.
(٢) "لسان العرب" ١١/ ٥٨٠.
(٣) "المصباح المنير" ١/ ٤٢.