للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

تجلسوا على القبور، ولا تصلّوا إليها"، وأعاده بعده، و (٢٢٧٦): "إن اللَّه اصطفى كنانة من ولد إسماعيل. . . ".

(وَصَحِبَ) شدّاد أيضًا (أنسًا) أي: أنس بن مالك -رضي اللَّه عنه- (إِلَى الشَّامِ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ فَضْلًا وَخَيْرًا) أي: أثنى عكرمة على شدّاد بن عبد اللَّه بفضل وخير، أي: وصفه بهما، يقال: أثنيت عليه خيرًا وبخير، وأثنيت عليه شرًّا وبشرّ، بمعنى وصفته بهما، وبعضهم يخصّه بالخير، والصواب إطلاقه، وقد سبق تمام البحث في هذا الخلاف عند شرح حديث: "أهلَ الثناء والمجد. . . "، فراجعه تستفد، وباللَّه تعالى التوفيق.

وقوله: (عَنْ أَبِي أُمَامَةَ) تأكيد للأول (قَالَ) أبو أمامة -رضي اللَّه عنه- (قَالَ عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ) بفتحات (السُّلَمِيُّ) بضمّ السين المهملة، وفتح اللام: منسوب إلى سُليم قبيلة من العرب، يقال لها: سُليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مُضَر، تفرّقت في البلاد، وجماعة كثيرة منهم نزلت حِمْصَ، قاله في "الأنساب" (١). (كُنْتُ وَأَنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ) جملة حاليّة من التاء، و"الجاهليّة": زمن الفترة قبل الإسلام (أَظُنُّ) أي: أعلم، وأتيقّن، فإن الظنّ قد يُطلق على اليقين، كما قال اللَّه تعالى: {فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا} [الكهف: ٥٣] (٢). (أَنَّ النَّاسَ عَلَى ضَلَالَةٍ، وَأَنَّهُمْ لَيْسُوا عَلَى شَيْءٍ) أي: من الدين الحقّ (وَهُمْ يَعْبُدُونَ الْأَوْثَانَ) جملة في نصب على الحال، وفي نسخة: "وأنهم يعبدون الأوثان"، فيكون معطوفًا على ما قبله.

و"الأوثان" بفتح الهمزة: جمع وَثَنٍ بفتحتين، وهو الصنم، سواءٌ كان من خشب، أو حجرٍ، أو غيره، ويُجمع أيضًا على وُثْنٍ بضمّ فسكون، مثلُ أَسَد وأُسْد (٣).

(فَسَمِعْتُ) وفي نسخة: "قال: فسمعت" (بِرَجُلٍ) يريد النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- (بِمَكَّةَ يُخْبِرُ أَخْبَارًا) أي: من الوحي السماويّ (فَقَعَدْتُ عَلَى رَاحِلَتِي) أي: ركبتها، و"الراحلة": هي الْمَرْكب من الإبل، ذكرًا كان أو أُنثى (فَقَدِمْتُ عَلَيْهِ) أي: على


(١) "الأنساب" للسمعانيّ ٣/ ٣٠١، و"اللباب" ١/ ٤٤٧.
(٢) "المفهم" ٢/ ٤٥٩.
(٣) راجع: "المصباح المنير" ٢/ ٦٤٧.