أذان المغرب"، قال ابن بريدة: "لقد أدركت عبد اللَّه بن عمر يصلي تينك الركعتين عند المغرب، لا يَدَعُهما على حال، قال: فقمنا فصلينا الركعتين قبل الإقامة، ثم انتظرنا حتى خرج الإمام، فصلينا معه المكتوبة".
خالفه حسين المعلّم، وسعيد الجريريّ، وكهمس بن الحسن، وكلهم ثقات، وحيان بن عبيد اللَّه ليس بقويّ، واللَّه أعلم. انتهى (١).
وكتب العلامة أبو الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي في "التعليق المغني" ما نصه: والحديث أخرجه البيهقيّ في "سننه"، ورواه البزار في "مسنده"، وقال: لا نعلم رواه عن ابن بريدة إلَّا حيان بن عبيد اللَّه، وهو رجل مشهور، من أهل البصرة، لا بأس به، وقال البيهقيّ في "المعرفة": أخطأ فيه حيان بن عبيد اللَّه في الإسناد والمتن جميعًا.
أما السند، فأخرجاه في "الصحيح" عن سعيد الجريريّ، وكهمس، عن عبد اللَّه بن بريدة، عن عبد اللَّه بن مغفل، عن النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، قال: "بين كل أذانين صلاة" قال في الثالثة: "لمن شاء".
وأما المتن، فكيف يكون صحيحًا، وفي رواية ابن المبارك، عن كهمس في هذا الحديث، قال: وكان ابن بريدة يصلي قبل المغرب ركعتين، وفي رواية حسين المعلم، عن عبد اللَّه بن بريدة، عن عبد اللَّه بن مغفل، قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "صلوا قبل المغرب ركعتين"، وقال في الثالثة: "لمن شاء" خشيةَ أن يتخذها الناس سنة، رواه البخاري في "صحيحه". انتهى.
وذكر ابن الجوزي هذا الحديث في "الموضوعات"، ونقل عن الفلاس أنه قال: كان حيان هذا كذابًا. انتهى.
وقال السيوطيّ في "اللآلئ المصنوعة": قال البزار بعد تخريجه: لا نعلم رواه إلَّا حيان، وهو بصري مشهور، ليس به بأس، قال الهيثمي في "مجمع الزوائد": لكنه اختلط، وذكره ابن عديّ في "الضعفاء". انتهى.
وحيان هذا غير الذي كذّبه الفلاس؛ ذاك حيان بن عبد اللَّه -بالتكبير- أبو جبلة الدارميّ، وهذا حيان بن عبيد اللَّه -بالتصغير- أبو زهير البصريّ،