للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الصحابة في البلاد، ولا سيّما أواخر المائة الثانية، وهلُمّ جرًّا، فهو بالمشاهدة بخلاف ذلك. انتهى كلامه.

ولقد أجاد شيخ الإسلام ابن تيميّة رحمه الله تعالى في هذه المسألة، وفصّلها تفصيلًا حسنًا جدًّا، وقد نظمت كلامه في "التحفة المرضيّة في نظم المسائل الأصوليّة على طريقة أهل السنّة السنيّة"، فقلت في "مبحث الإجماع":

وَاشْتَرَطُوا كَوْنَهُ قَولَ الْكُلِّ … فَلَيْسَ إِجْمَاعٌ بِقَولِ الْجُلِّ

فَمِنْ هُنَا إِجْمَاعُ أَهْلِ طَيْبَةِ … يَحْتَاجُ تَفْصِيلًا بِدُونِ مِرْيَةِ

كَمَا ابْنُ تَيْمِيَّةَ قَدْ قَسَّمَهُ … أَرْبَعَةً فَهَاكَ مَا رَسَّمَهُ

أَوَّلُهَا مَا صَارَ مِثْلَ النَّقْلِ عَنْ … نَبِيِّنَا كَالصَّاعِ حُجَّةً قَمَنْ

وَثَانِيهَا عَمَلُهُمْ مِنْ قَبْلِ … أَنْ يُقْتَلَ عُثْمَانُ فَحُجَّةٌ تُسَنْ

أَعْنِي لَدَى الْجُمْهُورِ إِذْ ذَا سُـ … ـنَّةُ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ حُجَّةُ

وَلَيْسَ يُعْلَمُ لَهُمْ مُخَالَفَهْ … لِسُنَّةِ الرَّسُولِ يَا ذَا الْمَعْرِفَة

ثَالِثُهَا إِنْ حُجَجٌ تَعَارَضَتْ … عَمَلُهُمْ لِبَعْضِهَا هَلْ رَجَّحَتْ؟

فَمَالِكٌ وَالشَّافِعِيُّ رَجَّحَا … بِهِ وَنُعْمَانٌ إِبَاءً أَوْضَحَا

أَصْحَابُ أَحْمَدَ لَهُمْ وَجْهَانِ … كَلَامُهُ يَمِيلُ لِلرُّجْحَانِ

رَابِعُهَا عَمَلُهُمْ مُؤَخَّرَا … فَفِي احْتِجَاجِنَا بِهِ خُلْفٌ جَرَى

فَأَحْمَدُ النُّعْمَانُ ثُمَّ الشَّافِعِيْ … أَبَوْا وَرَأْيُهُمْ أَسَدُّ فَاتْبَعِ

وَهْوَ الَّذِي لَدَى الْمُحَقِّقِينَ مِنْ … أَصْحَابِ مَالِكٍ يُرَى الرَّأْيَ الْقَمِنْ

وَبَعْضُ أَهْلِ الْغَرْبِ مِنْ أَصْحَابِهِ … جَعَلَهُ الْحُجَّةَ لَا تَعْبَأْ بِهِ

إِذْ لَيْسَ نَصُّ مَالِكٍ وَلَا دَلِيلْ … أَيَّدَهُ بَلْ مَحْضُ تَقْلِيدِ ذَلِيلْ

فَقَوْلُ أَهْلِ طَيْبَةٍ لِذَا يُرَى … أَصَحَّ أَقَوَالٍ لَدَى الْقَوْمِ جَرَى

فَتَارَةً بِالْقَطْعِ حُجَّةً أَتَى … وَتَارَةً ذَا قُوَّةٍ قَدْ ثَبَتَا

وَتَارَةً مُرَجِّحًا لِمَا يَدُلْ … مُلَخَّصُ التَّفْصِيلِ هَذَا قَدْ كَمُلْ

مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - هذا تفرّد به المصنّف رحمه الله تعالى.