للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٣ - (ومنها): أن في قوله - صلى الله عليه وسلم -: "والذي نفسي بيده" في الرواية التالية إثباتَ اليد لله سبحانه وتعالى على ما يليق بجلاله.

٤ - (ومنها): انتفاء كمال الإيمان عمن ليست له محبة لإخوانه المؤمنين.

٥ - (ومنها): إثبات دخول الجنّة للمؤمن الذي حقّق إيمانه بالمحبّة لإخوانه، والتودّد إليهم بما يُدخل السرور عليهم كالسلام مع الالتزام بسائر شرائع الإسلام.

٦ - (ومنها): أن فيه الحثَّ العظيم على إفشاء السلام، وبذله للمسلمين كلهم المعروفين وغير المعروفين.

٧ - (ومنها): أن السلام أول أسباب التآلف، ومفتاح استجلاب المودة، وفي إفشائه تمكُن أُلفة المسلمين بعضهم لبعض.

٨ - (ومنها): أنه يتضمّن رفع التقاطع والتهاجُر والشَّحْنَاء، وفساد ذات البين التي هي الحالقة؛ لأن سلامه لله تعالى لا يتبع فيه هواه ولا يخص أصحابه وأحبابه به، فيحصل ببركته ذلك.

٩ - (ومنها): أن في إفشاء السلام إظهار شعار المسلمين المميز لهم من غيرهم، من أهل الملل.

١٠ - (ومنها): أن في إفشائه رياضةَ النفس، ولزومَ التواضع، وإعظامَ حرمات المسلمين، وقد ذكر البخاري رحمه الله في "صحيحه" (١/ ١٤) عن عمار بن ياسر - رضي الله عنه - أنه قال: "ثلاثٌ من جمعهنّ فقد جمع الإيمان: الإنصاف من نفسك، وبذل السلام للعالم، والإنفاق من الإقتار" (١).


(١) قد حقّق الكلام الحافظ رحمه الله تعالى على هذا الحديث في "الفتح" ١/ ٨٢ حيث قال:
قوله: وقال عَمّار: هو ابن ياسر أحد السابقين الأولين، وأثره هذا أخرجه أحمد بن حنبل، في "كتاب الإيمان" من طريق سفيان الثوري، ورواه يعقوب بن شيبة في "مسنده" من طريق شعبة، وزهير بن معاوية، وغيرهما، كلهم عن أبي إسحاق السبيعي، عن صِلَةَ بن زُفَر، عن عمّار، ولفظ شعبة: "ثلاثٌ مَن كُنّ فيه، فقد استكمل الإيمان"، وهو بالمعنى، وهكذا رويناه في "جامع معمر" عن أبي إسحاق، وكذا حَدَّث به عبد الرزاق في "مصنفه" عن معمر، وحَدّث به عبد الرزاق بأَخَرَة، =