للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

المزيد، ثم إن اللَّه تعالى قد خصه بالساعة التي فيه، وبأن أوقع فيه هذه الأمور العظيمة التي هي خلق آدم -عَلَيْهِ السَّلَامُ- الذي هو أصل البشر، ومن وَلَدِهِ الأنبياءُ، والأولياءُ، والصالحون، ومنها إخراجه من الجنة التي حصَلَ عنده إظهار معرفة اللَّه تعالى، وعبادته في هذا النوع الآدمي، مع إجرامه، ومخالفته، ومنها موته الذي بعده وُفّي به أجره، ووصل إلى مأمنه، ورجع إلى المستقرّ الذي خرج منه، ومن فَهمَ هذه المعاني فَهمَ فضيلة هذا اليوم، وخصوصيّته بذلك، فحافظ عليه، وبادر إليه. انتهى (١). واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسائل تتعلق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث أبي هريرة -رضي اللَّه عنه- هذا من أفراد المصنّف -رَحِمَهُ اللَّهُ-.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [٧/ ١٩٧٦ و ١٩٧٧] (٨٥٤)، و (أبو داود) في "الصلاة" (١٠٤٦)، و (الترمذيّ) في "الصلاة" (٤٩١)، و (النسائيّ) في "الجمعة" (١٣٧٣)، و"الكبرى" (١٦٦٣ و ١٦٦٤)، و (مالك) في "الموطّأ" (١/ ١٠٨)، و (أحمد) في "مسنده" (٢/ ٤٠١ و ٤١٨ و ٥١٢ و ٥٤٠)، و (ابن خزيمة) في "صحيحه" (١٧٢٩)، و (أبو عوانة) في "مسنده" (٢٥٤٢ و ٢٥٤٣ و ٢٥٤٤ و ٢٥٤٥)، و (أبو نعيم) في "مستخرجه" (١٩٢٢ و ١٩٢٣)، و (البغويّ) في "شرح السنّة" (٤/ ٢٠٣ - ٢٠٥)، واللَّه تعالى أعلم.

(المسألة الثالثة): في فوائده:

١ - (منها): بيان فضل يوم الجمعة، قال النوويُّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: في هذا الحديث فضيلة يوم الجمعة، ومزيّته على سائر الأيام، وفيه دليل لمسألة غريبة حسنة، وهي لو قال لزوجته: أنت طالق في أفضل الأيام، وفيها وجهان لأصحابنا -يعني: الشافعية- أصحهما تطلق يوم عرفة، والثاني يوم الجمعة لهذا الحديث، وهذا إذا لم يكن له نية، فأما إن أراد أفضل أيام السنة، فيتعيّن يوم


(١) "المفهم" ٢/ ٤٩٠ - ٤٩١.