للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

و (أحمد) في "مسنده" (٣/ ٣١٠ و ٣٣٨ و ٣٧١)، و (أبو يعلى) في "مسنده" (٢١١١)، و (البيهقيّ) في "الكبرى" (٣/ ٢١٤)، و (البغويّ) في "شرح السنّة" (٤٢٩٥)، واللَّه تعالى أعلم.

(المسألة الثالثة): في فوائده:

١ - (منها): بيان مشروعيّة الخطبة.

٢ - (ومنها): بيان وجوب اجتناب البدع، وسيأتي البحث عن البدعة مستوفًى في المسائل الآتية -إن شاء اللَّه تعالى-.

٣ - (ومنها): ما كان عليه النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- من شدّة الاهتمام في التحذير عن المعاصي، والحثّ على الطاعات، ومن أجل شدّة الاهتمام بذلك ينشأ غضبه، بحيث تحمرّ عيناه، ويتغيّر حاله، فكأن من سمع خطبته في تلك الحال يتصوّره كأنه منذر جيش جرّار، قد دنا اجتياحه لقومه، وهم في غفلتهم ساهون، وفي مستلذّاتهم لاهون، وذلك نتيجة حرصه على هداية أمته، ورحمته ورأفته بهم، فكان كما وصفه اللَّه -عزَّ وجلَّ- بقوله: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (١٢٨)} [التوبة: ١٢٨].

٤ - (ومنها): أنه ينبغي للخطيب أن يفخِّم أمر الخطبة، فيرفع صوته، ويُجْزِل كلامه؛ حتى يكون مطابقًا للفصل الذي يتكلّم فيه، من ترغيب، أو ترهيب.

٥ - (ومنها): بيان قرب الساعة، فإن بعثته -صلى اللَّه عليه وسلم- إحدى علاماتها.

٦ - (ومنها): مشروعيّة ضرب المثل للإيضاح.

٧ - (ومنها): استحبابُ قولِ: "أما بعدُ" في خُطَب الوعظ، والجمعة، والعيد، وغيرها، وكذا في خُطَب الكتب المصنفة، وقد عقد الإمام البخاريّ -رَحِمَهُ اللَّهُ- بابًا في استحبابه، وذكر فيه جملةً من الأحاديث، واختَلَف العلماء في أول من تكلم به، فقيل: داود -عليه السلام-، وقيل: يعرب بن قحطان، وقيل: قُسّ بن ساعدة. وقال بعض المفسرين، أو كثير منهم: إنه فصل الخطاب الذي أوتيه داود -عليه السلام-، وقال المحققون: فصلُ الخطاب الفصل بين الحقّ والباطل (١)، وقد استوفيت


(١) "شرح مسلم للنوويّ" ٦/ ١٥٦.