للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بالميم- أفاده في "الإصابة") (١).

(قَدِمَ) بكسر الدال (مَكَّةَ، وَكَانَ مِنْ أَزْدِ شَنُوءَةَ) بفتح الهمزة، وسكون الزاي، وفتح الشين المعجمة، وضمّ النون-: اسم قبيلة مشهورة، وهو أزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كَهلان بن سبأ، أفاده في "اللباب") (٢). (وَكَانَ يَرْقِي) بفتح أوله، وكسر ثالثه، يقال: رَقَيْتُهُ أَرْقِيه رَقْيًا، من باب رَمَى: إذا عَوَّذته بالله، والاسمُ الرُّقْيَا على فُعْلَى، والمرّةُ الرُّقيةُ، والجمع رُفى، مثلُ مُدْيَةٍ ومُدًى) (٣). (مِنْ هَذِهِ الرِّيحِ) بكسر الراء المراد به هنا الجنون، ومسّ الجنّ، وفي غير "صحيح مسلم": يَرقي من الأرواح؛ أي: الجنّ، سُمُّوا بذلك؛ لأنهم لا يُبصرهم الناس، فهم كالروح، والريح) (٤)، (فَسَمِعَ سُفَهَاءَ) بالضمّ: جمع سَفِيه، يقال: سَفِهَ سَفَهاً، من باب تَعِبَ، وسَفُهَ بالضمّ سَفَاهَةً، فهو سفيه، والأُنثى سَفِيهةٌ، والسَّفَه: نقصٌ في العقل، وأصله الخِفّة) (٥). (مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ يَقُولُونَ: إِنَّ مُحَمَّدًا) صلى الله عليه وسلم- (مَجْنُون، فَقَالَ) ضماد (لَوْ أَني رَأَيْتُ هَذَا الرَّجُلَ، لَعَل اللهَ يَشْفِيهِ) بفتح أوله، يقال: شَفَى الله المريض يَشْفيه، من باب رَمَى شِفَاءً: عافاه) (٦). (عَلَى يَدَيَّ) أي: بسبب معالجتي له بيديّ (قَالَ) الراوي (فَلَقِيَهُ) أي: لقي ضِمادٌ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- (فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنِّي أَرْقِي مِنْ هَذ الرِّيحِ) وفي نسخة: "في هذه الريح" (وَإِن اللهَ يَشْفِي عَلَى يَدِي مَنْ شَاءَ، فَهَلْ لَكَ؟) جارّ ومجرور خبر لمحذوف؛ أي: فهل لك رغبة في أن أعالجك؟ (فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إِن الْحَمْدَ لله) بكسر همزة "إنّ"؛ لوقوعها مقول القول؛ أي: الثناء الجميل (نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ) أي: في جميع الأمور (مَنْ يَهْدِهِ اللهُ) بإِثبات ضمير النصب؛ أي: من يوفّقه الله تعالى لاتّباع طريق الحقّ (فَلَا مُضِلَّ لَهُ) فلا أحد يقدر على إضلاله، من شيطان، أو نفس، أو غيرهما (وَمَنْ يُضْلِلْ) أي: من يضلله الله تعالى (فَلَا هَادِيَ لَهُ) أي: فلا أحد يهديه إلى الحقّ، لا من جهة


(١) راجع: "الإصابة في تمييز الصحابة" ٣/ ٤٨٦.
(٢) راجع: "اللباب في تهذيب الأنساب" ١/ ٣٤.
(٣) راجع: "المصباح" ١/ ٢٣٦.
(٤) "شرح النوويّ " ١٥٧/ ٦.
(٥) راجع: "المصباح" ١/ ٢٧٩ - ٢٨٠.
(٦) "المصباح" ١/ ٣١٩.