للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقوله: (قَالَ) فاعله ضمير حصين بن عبد الرحمن الراوي عن عمارة؛ أي: قال حصين، وقوله: (رَأَى) فاعله ضمير عمارة؛ أي: رأى عمارة بن رؤيبة -رضي الله عنه-، وقوله: (بِشْرَ بْنَ مَرْوَانَ) بالنصب على المفعوليّة لـ"رأى"، وهي بمعنى أبصر تتعدى لمفعول واحد.

وهو: بشر بن مروان بن الحكم بن العاص بن أُمية بن عبد مناف القرشيّ، تولى الكوفة سنة إحدى وسبعين بعد قتل مصعب بن الزبير، وأضيفت إليه البصرةُ سنة ثلاث وسبعين بعد أن عُزِل عنها خالد بن عبد الله، فَرَحَل إليها، واستخلف على الكوفة عمرو بن حُريث.

(عَلَى الْمِنْبَرِ) متعلّق بـ "رأى"؛ أي: بحال من بشر؛ أي: حال كونه قائمًا على المنبر، وهو بكسر الميم، مشتقّ من النَّبْر، وهو الرفع، ويقال: نَبَرْتُ الحرف نَبْرًا، من باب ضرب: هَمَزْتُهُ، قال ابن فارس: النَّبْرُ في الكلام: الْهَمْزُ، وكلُّ شيء رُفِعَ، فقد نُبِرَ، ومنه الْمِنْبَرُ؛ لارتفاعه، وكُسِرت الميم على التشبيه بالآلة، قاله في "المصباح" (١).

وقال في "القاموس": نَبَرَ الحرْفَ يَنْبِرُهُ: هَمَزَه، والشيءَ: رَفَعَهُ، ومنه الْمِنْبَرُ بكسر الميم. انتهى (٢).

(رَافِعًا يَدَيْهِ) أي: حال كونه رافعًا لهما في حال الدعاء، ففي رواية الإمام أحمد -رحمهُ اللهُ- عن حُصين بن عبد الرحمن، قال: كنت إلى جنب عُمارة بن رُويبة، وبشرٌ يخطبنا، فلما دعا رفع يديه، فقال عُمارة؛ يعني: قبح الله هاتين اليدين، أو هاتين اليُدَيّتين رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهو يخطب إذا دعا يقول هكذا، ورفع السبّابة وحدها (٣).

وقال الطيبيّ: قوله: "رافعًا يديه" يعني: عند التكلم كما هو دأب الوُعّاظ إذا حَمُوا، ويشهد له قوله: "وأشار بإصبعه المسبّحة". انتهى (٤).

قال الجامع عفا الله عنه: قوله: "عند التكلّم … إلخ" فيه نظر؛ بل


(١) "المصباح المنير" ٢/ ٥٩٠.
(٢) "القاموس المحيط" ٢/ ١٣٧.
(٣) راجع: "المسند" ٤/ ١٣٦.
(٤) "الكاشف عن حقائق السنن" ١٤/ ٢٨٦.