ويصون القيم، وأن يقدر تأريخ الأمة في فترات عزها ويسعى لتحقيقه، ويسبر أغوار ضعف الأمة ويجنب الناشئة سلوكه كما ينبغي أن تقوم المناهج كذلك على استثمار وسائل التقنية الحديثة، وطرق التربية النافعة وأن تصل الطالب بماضيه ولا تفصله عن حاضره، وأن تَبْنيَ هذه المناهج في الدارسين قوة العلم واليقين، والقدرة على تحدي ومنافسة الآخرين، بسلاح العلم والثقافة وأن تُخرج أجيالًا قادرة على التفكير، مستعدة للعطاء، نافعة لنفسها وللمجتمع من حولها.
أجل إن المناهج الدراسية بإلزاميتها للجميع قادرةٌ على رفع مستوى الأمة، إذا توفر لها مخططون مخلصون، يرون مواقع الضعف فيعالجونها .. ومواقع القوة الغائبة عن النشء فيعيدونها عبر المناهج بالوسائل المختلفة ..
وإذا كان زماننا زمان صراع حضاري وعقائدي بين الأمم فإن من علائم إخلاص ووعي المعنيين بالمناهج .. اعتبار هذا التحدي والتركيز على المنطلقات العقدية والفكرية الصحيحة في بناء المناهج وصياغتها، وتوزيع التخصصات فيها، وحجم الساعات المقدرة لكل منها.
وعلينا مدراء، ووكلاء ومعلمين، ومرشدين، وطلبة نابهين أن نُسهم بالرأي والمشورة، من خلال تجاربنا وتدريسها أو إشرافنا أو اطلاعنا على هذه المواد، وبوركت الأمةُ المتناصحة فيما بينها، وبوركت الجهود المبذولة من هنا وهناك والقرار في النهاية لأولي الأمر والعلم والاختصاص. كان الله في عونهم وسدد على طريق الخير خطاهم، وجنبهم الزلل وأقال عثرتهم، ونفع الأمة بجهودهم.
أيها المسلمون بقيت همسةٌ لطيفة، فقد تشتد ظروف الحياة على بعض الدارسين أو الدارسات .. وقد يشق عليهم توفيرُ ما يستطيع نظراؤهم توفيره .. فهل يجد هؤلاء من المدرسة رعاية خاصة وبطريقة مناسبة، لا تجرح شعورًا ولا تقلل قدرًا .. لكنها تُحسن وتبر وتتخذ من المدرسة جسرًا للمحبة والوصال