للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الخطبة الثانية]

الحمد لله رب العالمين، أمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، ونهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أهلك المسرفين، وأمر ألا يُطاع أمرُهم وأنزل في كتابه: {وأن المسرفين هم أصحاب النار} (١).

وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، جاءت سنته القولية والفعلية بعدم الكُلفة، والنهي عن الإسراف، اللهم صلِّ وسلم عليه وعلى سائر النبيين.

إخوة الإسلام! تُسرف بعض النساء في زينة اللباس التي أمر الله بها، وسواء بارتفاع قيمتها أو في حرمتها، وما يسمى بـ (طرحة العروس) أو (التشريعة) نموذج لذلك، إذ تدفع لهذا الثوب مبالغ طائلة ثم لا يُستخدم بعد هذه الليلة، وربما أنفت بعض النساء من استعارة هذا الثوب من غيرها.

وإذا كان هذا للعروسة فلا تسأل عن لباس الحاضرات، وفيه ما غلى ثمنه وضاق ملبسه، وفيه ما بدا عند المرأة كاسيًا وهو في الحقيقة عاريًا، أظهر لقصره الساقين، وأعلاه يكشف ما فوق المرفقين، وفتحاته تكشف النحر والظهر، وهو من الضيق بحيث يكشف ملامح المرأة ومفاتنها .. فماذا بقي من الحياء.

ولربما تسامحت بعض الأسر في لباس البنطلون للمرأة .. وكذلك يتلاعب الشيطان بالنساء، ويتوارى الحياء، وللعلماء في أنواع هذه الملابس وحكمها (فتاوى) لا تخفى، والإثم ما حاك في النفس وكرهت أن يطلع عليه الناس، ومن


(١) سورة غافر، الآية ٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>