إخوة الإيمان كيف نشعر بالعالمية ونستثمر العولمة وبعضنا لا يتجاوز في تفكيره ومشاعره حدود نفسه أو عشيرته .. بينما تمر أمتنا بالكرم ويمارس بحق إخواننا المسلمين الجرائم والموبقات العظام؟ إن النصرة للمظلوم حق مشروع في ديننا، وهو في لغة السياسة أسلوب من أساليب الدفاع عنا، وعدونا إذا نجح في احتلال أرض إخواننا وجيراننا فلن يتوقف مده الظالم عنا.
إن أي أمة تنطوي على نفسها وتخاف أعداءها، وتنكمش على نفسها، يأكلها خصومها، ويعتبرونها مادة خامًا وطعمًا رخيصًا وذلك ما حذر عنه المصطفى صلى الله عليه وسلم بتداعي الأمم على أمة الإسلام كما تداعى الأكلة على قصعتها.
إن أي أمة مهما كانت حضارتها لا ترضى أن تكون (المائدة الرخيصة) للآخرين .. وأمة الإسلام بقيمها وحضارتها أشرف وأكرم وأعز وأقوى أن تكون (قصعة) يتنافسون الطامعون في أكلها .. وكأنها ثروة من ثرواتهم المستخرجة من أرضهم .. أو نصيبًا لأيتام يتنادى لسرقتها اللئام؟
وكيف نتطلع إلى عولمة أو عالمية نفتح بها قلوب وبلاد قوم آخرين- وفينا- معاشر المسلمين- من تقف سلوكياته المنحرفة وأخلاقه الرديئة سدًا في اقتناع غير المسلمين بالإسلام.
كيف نتطلع إلى نقل العالمية في الدعوة للآخرين وفنيا معاشر المسلمين من قصر في دعوة أهله وعشيرته الأقربين؟ أو أبنائه وطلابه الدارسين؟
كيف نتطلع للعالمية في دعوة الآخرين وفينا معاشر المسلمين سماعون للقوم الكافرين؟
كيف وفينا من لو خرج معنا ما زادنا خروجه إلا خبالًا وأورثونا فتنة وبلاء؟