للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(١) عبودية الضراء (١)

الخطبة الأولى

حاجتنا إلى الصبر

الحمد لله الصبور الشكور، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له واهب النعم، ومحل النقم، أحمده تعالى وأشكره وأُثني عليه الخير كله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أوصاه ربه بالصبر فقال: {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللَّهِ} (٢).

اللهم صل وسلم عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين، أثنى الله عليهم بالصبر فقال: {وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِينَ} (٣). وقال تعالى: {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ (٤١) ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ (٤٢) وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَى لأُوْلِي الأَلْبَابِ (٤٣) وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِب بِّهِ وَلا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ} (٤). وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، صبروا وصابروا حتى سادوا العالمين، وكانوا أئمةً في الدين، وعن التابعين، ومن تبعهم وسار على نهجهم، وصبر على طريقهم إلى يوم الدين:

أما بعد، فاتقوا الله معاشر المسلمين، واعلموا أن مع الصبر والتقوى لا يضر


(١) في ٢٦/ ١٠/ ١٤١٦ هـ.
(٢) سورة النحل، الآية: ١٢٧.
(٣) سورة الأنبياء، الآية: ٨٥.
(٤) سورة ص، الآيات: ٤٢ - ٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>