للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الخطبة الثانية]

الحمد لله رب العالمين منَّ على من شاء بالعبادة والهدى فشرح صدرهمْ للإسلام فهو على نور من ربه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له حجب نوره عن المعرضين المعاندين فعاشوا حياة العَمىَ وإن كانوا مبصرين، ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلًا، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أوحى إليه ربُّه فيما أوحى {وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ}.

اللهم صلِّ وسلم عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين.

أما بعد- إخوة الإسلام- فإن هذا الدين سببٌ للسعادة والهداية وغيرُه من الأديان والنحل سببٌ للنكدِ والشقوة، قال الله تعالى: {أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ} (١).

والقرآن طريقُك للهدى وهو مذكرٌ لك لحصولِ السعادة ومحذرٌ من طرق الغوايةِ والردى، ومن أعرض عنه باتت حياته ضنكًا، وإن خُيل للآخرين غير ذلك ظاهرًا وكذلك حكم ربنا {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (١٢٤) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا (١٢٥) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى}.

يا أخا الإسلام، إذا كان الإيمانُ واليقين وعمل الصالحات، والاستقامةُ على الحقِّ، وسلامةُ القلبِ من الأمراضِ الخبيثة، والاهتداءُ بهدي القرآن .. كلُّ ذلك من أسباب السعادة، فهناك أسبابٌ أخرى فلا يفوتنَّك العلمُ بها والعمل،


(١) سورة الزمر، آية: ٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>