للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(١) السحر، حقيقته وحكمه ولماذا ينتشر؟ (١)

الحمد لله الذي أنار بنور كتابه دياجير الظُّلم، ونوّر بأنوار هدايته قلوب العرب والعجم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أحاط علمه بالكائنات، فلا يخفى عليه شيءٌ في الأرض ولا في السموات، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، ما فتئ يحذر الأمة من كل داء يضر بها في الدين والدنيا، ويدعوها إلى الخير والهدى حتى توفاه الله، وترك في الأمة نورين يتجدد ضياؤهما، ولا يزال الناس بخير ما استمسكوا بهما، وعنهما قال: «تركتُ فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما، كتاب الله وسنتي، ولن يتفرقا حتى يردا عليَّ الحوض» (٢).

اللهم صل وسلم على نبينا محمد، وعلى إخوانه من الأنبياء، وارض اللهم عن آل بيته المؤمنين، وصحابته الخيّرين، والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إنما اليوم الدين، وسلم تسليمًا كثيرًا.

فأما بعد فاتقوا الله عباد الله وارجوا اليوم الآخر ولا يصدنكم الشيطان فينسيكم ذكر الله ..

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} (٣).

واحذروا أن تكونوا ممن قال الله فيهم: {اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ} (٤).


(١) في ١/ ٥/ ١٤١٧ هـ.
(٢) رواه الحاكم عن أبي هريرة بسند صحيح (صحيح الجامع ٣/ ٣٩).
(٣) سورة الحشر، الآية: ١٨.
(٤) سورة المجادلة، الآية: ١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>