للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الخطبة الثانية]

الحمد لله حمدًا كبيرًا طيبًا طاهرًا مباركًا فيه كما يحب ربنا ويرضاه، وأشهد ألا إله إلا الله الواحد الأحد الفرد الصمد، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله اللهم صل وسلم عليه وعلى إخوانه وآله وارض اللهم عن أصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.

أيها المسلون ... لابد من التفقه في دين الله، ولابد من معرفة أحكام شرع الله ..

وهذه الفضائل وغيرها إنما تحصل لمن اتبع والتزم ولم يلغ ويؤذي غيره، يقول صلى الله عليه وسلم «يحضر الجمعة ثلاثة نفر: رجل حضرها يلغو وهو حظه منها، ورجل حضرها يدعو، فهو رجل دعا لله عز وجل إن شاء أعطاه وإن شاء منعه، ورجل حضرها بإنصات وسكون ولم يتخط رقبة مسلم ولم يؤذ أحدًا فهي كفارة له إلى يوم الجمعة التي يليها وزيادة ثلاثة أيام، وذلك أن الله يقول: من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها» (١).

فكن أخي المسلم ممن يحضر إلى الجمعة بإنصات وخشوع، وتأمل واستفادة مما يقال، فذلك خير من الدعاء والتشاغل دون الخطبة .. فضلاً عن اللغو والحديثة الآخر.

ولتعلم أخي المسلم أن اللغو أو التشاغل يوم الجمعة أمره خطير وقد ورد: «من قال لصاحبه يوم الجمعة صه فقد لغا ومن لغا فلا جمعة له» بل فهم بعض العلماء أن المقصود بقوله تعالى: {وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا}،


(١) الحديث رواه أحمد وأبو داود بسند حسن، زاد المعاد ١/ ٤٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>