للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ألا ويح الملعونين! ومَن همْ؟ (١)

[الخطبة الأولى]

الحمدُ للهِ غافرِ الذنب وقابلِ التوبِ شديدِ العقابِ ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلى اللهَ وحدَه لا شريكَ له، أمرَ بالعدلِ والإحسانِ وحُسنِ العبادةِ له، ونهى عن الفحشاءِ والمنكرِ والبغي يَعظكم لعلكم تذكَّرون، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه، كان أحسنَ الناسِ خَلْقًا وأكملَهم خُلُقًا، وبعثَه ربُّه ليتمِّمَ مكارمَ الأخلاق .. اللهم صلِّ وسلِّم عليه وعلى سائرِ الأنبياءِ والمرسَلينَ، وارضَ اللهم عن الصحابةِ أجمعين والتابعينَ ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} (٢).

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (٧٠) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} (٣).

عبادَ الله: إن الناسَ كلَّ الناسِ تنشرحُ صدورُهم للثناءِ، وجُبلت قلوبُ المؤمنين على حبِّ الخيرِ وإشاعةِ المعروفِ، هم محبُّونَ لطيبِ الكلامِ، وإشاعةِ السُّرور، وتحقيقِ البهجةِ وتوفيرِ السعادةِ .. وكلُّهم يُبغضُ الفُحشَ والبذاءَة، ويكرَهُ الذمَّ والسبَّ، ويتضايقُ من اللعنِ والشتمِ والطعنِ.

لكن ما رأيُكم فيمن يجلبُ لنفسِه أسبابَ الأذى، ويُعرّضُ نفسَه للعنِ والطردِ


(١) ألقيت هذه الخطبة يوم الجمعة الموافق ٢٦/ ١/ ١٤٢٢ هـ.
(٢) سورة الحشر، الآية: ١٨.
(٣) سورة الأحزاب، الآيتين: ٧٠، ٧١.

<<  <  ج: ص:  >  >>