للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والإبعادِ، لا من قبلِ الناسِ، بل من قبلِ اللهِ ورسولهِ صلى الله عليه وسلم؟ !

إنه ليس مُكرَهٌ على اللعنِ، لكنه جاهلٌ أو عاجز .. واللعنةُ عليه ليست إلى الأبد، بل بإمكانِه التخلصُ منها .. لكن مع الصدقِ وقوةِ العزيمةِ، والمسارعةِ بالتوبةِ.

أيها المسلمونَ: سأقفُ وإياكم على طائفةٍ من الخصال والأخلاقِ والممارساتِ، لُعن أصحابُها في كتابِ الله، أو ما صحّ من سنةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ألا ويحَ الملعونينَ من اللهِ أو على لسانِ رسولِه صلى الله عليه وسلم، والله يقول: {وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا} (١).

ويقول: {أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ} (٢).

وحين أسوقُ هذه الخلالَ والممارساتِ، فإنما أسوقُها لأحذِّرَكم ونفسي من الوقوع في شيءٍ منها، ومن جَهِلَ وعلِمَ فعليه العملُ، ومن علِم بها وضعُفت همَّتُه عن الحذرِ منها فليتّقِ اللهَ، وليخلِّص نفسَه من أسباب الطردِ عن رحمة اللهِ مادامَ على قيدِ الحياة.

فيا تُرى من هم الملعونون؟ وما هي الصفاتُ والأعمالُ الموجبةُ للعن؟

وسأكتفي بذكرِ خمسَ عشرةَ خصلةً منها أو تزيد:

١ - يا أخي المسلم: احذرِ الظلمَ بكافةِ صورِه وأشكالِه، وللقريبِ أو للبعيد، في المالِ أو العرضِ أو سائرِ الحقوق والواجباتِ، فإن الظلمَ ظُلماتٌ يومَ القيامةِ، والظالمونَ ملعونونَ في كتاب اللهِ: {أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} (٣)، {فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} (٤)، وأخبر سبحانه عن


(١) سورة النساء، الآية: ٥٢.
(٢) سورة محمد، الآية: ٢٣.
(٣) سورة هود، الآية: ١٨.
(٤) سورة الأعراف، الآية: ٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>