للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصلاة- بعض فضائلها وأحكامها (١)

[الخطبة الأولى]

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ...

أما بعد فحديثي إليكم اليوم معاشر المسلمين عن شعيرة عظمى من شعائر هذا الدين، وركن أساسي من أركان الإسلام، بهذه الشعيرة يحكم على المرء من خلالها بالإسلام أو يوصف بالكفر والنفاق، شعيرة طالما فرط فيها المسلمون .. وطالما أوصى بها النبي الكريم حتى قال وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة «الصلاة وما ملكت أيمانكم، الصلاة وما ملكت أيمانكم» (٢).

هذه الشعيرة التي يجب أن تستنهض همم المسلمين للقيام بها كما أمر الله، ويجب أن يتآزر المسلمون على حفاظ المجتمع المسلم بأسره على آدائها، يستوي في ذلك الذكران والإناث، والصغار والكبار، ويفترق الرجال على النساء في حضور صلاة الجماعة، والأمة إذا لم تستطيع القيام بهذا الواجب فأنى لها أن تتطلع إلى تحقيق أهدافها، أو تعد نفسها بالنصر على أعدائها، أو التمكين في الأرض؟ فالمرء الذي لا يستطيع أن يتغلب على شهوته، أو يتخلص من محبوبات نفسه من أكل أو شرب أو نوم أو عمل أو ما شاكل ذلك ليقطعه إذا نودي للصلاة، غير جدير بأن يتغلب عليها إذا ما ادلهمت الخطوب، وحزبت الأمور، واحتاجت إلى الرجال الأشداء الأقوياء لا في أجسادهم فحسب، بل في هممهم وعزائمهم، وهذه هي القوة الحقيقة.


(١) في ١٦/ ٥/ ١٤١٢ هـ.
(٢) صحيح الجامع ٣/ ٣٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>