للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(١) طريق المغفرة (١)

[الخطبة الأولى]

الحمد لله رب العالمين كتب على نفسه الرحمة، أنه من عمل منكم سوءًا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فإنه غفور رحيم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يفرح بتوبته عبده وهو غني عنه، والعبد قد يعرض وهو فقير إليه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله كان يتوب إلى ربه ويستغفره في اليوم أكثر من سبعين مرة .. اللهم صل وسلم عليه وعلى إخوانه وآله وارض اللهم عن أصحابه وأتباعهم إلى يوم الدين.

أما بعد أيها الناس اتقوا الله ربكم، وتوبوا إليه من ذنوبكم، ولا تقنطوا من رحمة الله مهما بلغت ذنوبكم، فإنه يغفر الذنوب جميعًا لمن تاب وأناب.

يقول الحق تبارك وتعالى في صفات المتقين {والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون .. } (٢).

ويقول تعالى مؤكدًا توبته ومغفرته لمن تاب وآمن وعمل صالحًا ثم أهتدي {وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحًا ثم اهتدى} (٣).

ويفتح الله طريقًا إلى التوبة بالاستغفار وهو يوجه رسوله صلى الله عليه وسلم فيقول {ولو


(١) ألقيت هذه الخطبة يوم الجمعة الموافق ١٣/ ٥/ ١٤١٣ هـ.
(٢) سورة آل عمران، الآية: ١٣٥.
(٣) سورة طه، الآية: ٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>