للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن يتوكل على الله فهو حسبه (١)

[الخطبة الأولى]

الحمد لله رب العالمين، بعث الرسل بالتوحيد الخالص، فقال جل من قائل عليمًا {ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت} (٢).

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وصف خليله إبراهيم عليه السلام بصفات غاية في تحقيق التوحيد، فقال تعالى {إن إبراهيم كان أمة قانتًا لله حنيفًا ولم يك من المشركين شاكرًا لأنعمه اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم} (٣).

وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أمره خالقه بإخلاص العبادة لله وحده وفي كل شأن من شؤونه وهو أمر لأمته بعده، فقال جل ذكره: {قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين} (٤).

اللهم صل وسلم عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين، وعلى معلمي الناس الخير من عباد الله الصالحين وأشمل بالصلاة والسلام آل محمد الطيبين الطاهرين، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد فاتقوا الله معاشر المسلمين وتأملوا في عقيدتكم فإنها أغلى ما تملكون، وانظروا في سلامة وإخلاص عبوديتكم لله رب العالمين.


(١) ألقيت هذه الخطبة يوم الجمعة الموافق ١٤/ ٢/ ١٤١٥ هـ.
(٢) سورة النحل، الآية: ٣٦.
(٣) سورة النحل، الآيتان: ١٢٠، ١٢١.
(٤) سورة الأنعام، الآيتان: ١٦٢، ١٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>