إننا نتألم بشكل عام حين يقع أحد من المسلمين في عرض أخيه المسلم بغير حق فالله يقول:{وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ}.
ويتألم أكثر حين تكون الوقيعة في أهل العلم والدعوة، وأرباب التربية وأهل الحسبة، وهنا يكون الأمر أعظم، والوعيد أشد، وهنا أقبس كلامًا نفيسًا لشيخنا محمد بن عثيمين رحمه الله حين سأل عن الاتهامات الموجهة للآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، فقال: - فيما قال- الوقيعة في أهل الخير أشد من الوقيعة في عامة الناس .. والوقيعة في الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر توهن جانب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويخشى أن يكون الدافع فيهم بكراهة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفي كراهة ذلك خطر على دين العبد لقوله تعالى:{ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ}(١).
إنها بلية حين ينقسم المجتمع إلى آمرين ومثبطين، وإلى رجالات هيئة مكلفين وإعلاميين يتهمون ولا ينصفون .. ولذا توجه الدعوة لهؤلاء أن يتقوا الله فيما يكتبون وإلى رجالات الهيئة أن يحتاطوا لما يفعلون .. ولنا جميعًا ألا نروج بيننا الشائعات ولا أن نقبل التهم دون دليل، ولا التجريح دون تفسير، ولا التعجل في إصدار الأحكام قبل نتائج التحقيقات .. نحن أمة العدل وديننا دين الفضيلة وبلادنا مهبط الوحي وفيها قبلة المسلمين، ولا خيار لنا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فهو قدرنا وأكرم به من قدر، وهو حظنا ونعم الحظ، ولئن