الحمدُ لله ربِّ العالمين، أَمَرَنا بالتعاونِ على البِرِّ والتقوى، ونهانا عن التعاونِ على الإثمِ والعُدْوان، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، أمَرَنا بالاعتصام بحبلِه المتين، ونهانا عن الفُرْقةِ والاختلاف، فذاك نهايةُ الأُمم مِن قبلِنا، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه، قال وهو الصادقُ الأمينُ:«إن أَوثَقَ عُرَى الإيمانِ للحبْ في الله والبغضُ في الله»، اللهم صلِّ وسلِّم عليه وعلى سائرِ الأنبياء والمرسلين.
إخوةَ الإسلام: سؤالٌ مهمٌّ يَجدُر طرحُه والتفكيرُ -مليًّا- في الإجابة عليه، والسؤالُ يقول: ما الهدفُ من هذا التحالفِ الغربيِّ والشرقي، والاستعدادِ العسكريِّ الذي تقودُه أمريكا، ويُصوَّب ظاهرًا إلى أفغانستان؛ أيهدفُ بالفعل إلى ضرب أفغانستان -وحدَها-؟ فهي لا تحتاجُ لمثلِ هذه الحشود، أم إن الهدفَ ضربُ المفاعل النوويِّ الباكستاني؟ بل وشلُّ حركةِ الصناعةِ الحربية النَّشطةِ والمتطوِّرة في باكستانَ المسلمةِ، أم إن الأمرَ يتجاوز ذلك إلى ضربِ كل نشاطٍ إسلاميٍّ وعلى امتدادِ الكُرَة الأرضية كلِّها؟ وقد أعلنتِ الدوائرُ الغربيةُ عن عددٍ من المنظماتِ الإسلاميةِ لتكونَ هدفًا تُضرَبُ باسمِ محاربةِ الإرهاب؟
أم إن الأمرَ أوسعُ من ذلك، إذ يتجاوزُ لمحاصرةِ الإسلام وشنِّ الحرب على المسلمين عبرَ مخطَّطٍ طويلِ المَدى، تلك التي فلتت من لسانِ (بوش) وعَبَّر عنها بـ (الحرب الصليبية) ثم عاد وعادت بعضُ داوئرِه لتعتذرَ عنها كي لا تثيرَ حفيظةَ المسلمين؟ فهل يا تُرَى يتنبَّهُ المسلمون لطبيعةِ المعركةِ؟
إخوةَ الإيمان: إنَّ من حقائقِ القرآن التي لا تَقبَلُ الجدلَ الْتقاءَ اليهودَ والنصارى والمشركين على حربِ المسلمين وعداوتِهم حتى يَدخلوا مِلَّتَهم {وَلَنْ