إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم صلِّ وسلم عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين.
اللهم لك الحمد إذ بلغتنا هذه الأيام الفضيلة، اللهم وكما بلغتنا فأعنا على استثمارها بعمل الصالحات، وتقبل منا ومن إخواننا المسلمين سائر الطاعات، وكفِّر عنا السيئات، وارفع لنا الدرجات.
اتقوا الله وعظموا أمره أيها المسلمون، وأنتم في أيام يذكر فيها اسمُ الله، وتُعظم شعائره، ويفد الحجيجُ إلى بيته ابتغاء مرضاته.
أيها المسلمون! كم نُضيِّع من الأوقات هدرًا، وسيندم كل مفرط غدًا، وإذا كنا قد فرطنا فيما مضى، فها هي فرصة سانحةٌ تُتاح لنا، ويُعظم الله فيها الأجور لنا، فهل من مسابقٍ للخيرات، والله تعالى يقول:{فاستبقوا الخيرات}.
ودونكم هذا الحديث في فضل عشر ذي الحجة فاعقلوه، أخرج الإمام أحمدُ وغيره بإسناد صحيح عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: كنتُ عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فذُكرت له الأعمال فقال: ((ما من أيام العمل فيهن أفضل من هذه العشر))، قالوا: يا رسول الله الجهاد في سبيل الله؟ فأكبره، فقال: ((ولا
(١) ألقيت هذه الخطبة يوم الجمعة الموافق ٤/ ١٢/ ١٤١٧ هـ.