للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الخطبة الثانية]

الحمد لله القوي العزيز، غافر الذنب وقابل التعب، شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه وهو شديد المحال، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وخيرتُه من خلقه بعثه الله رحمة للعالمين، وكانت رسالته خاتمة رسالات السماء وناسخة لها، فلا يقبل الله من أحد غير الإسلام دينًا، فهو دينُ الله الخالد، وشريعتهُ هي الصالحةُ للتطبيق إلى يوم القيامة والمسلمون هم خلفاءُ الله في أرضه والمؤتمنون على تبليغ دينه. اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى سائر أنبياء الله ورسله.

عباد الله ويشهد على إرهاب الغرب إرهابيو الشرق، فقد وصفت روسيا الإجراء الأمريكي الأخير (بضرب السودان والأفغان) بأنه إرهابٌ دولي، وقال مدير مكتب (إف، بي، آي) إن قرار واشنطن ضرب مواقع في أفغانستان والسودان لا يتعلقُ بالضرورة بالتحقيقات الجارية في تفجير سفارتي نيروبي، ودار السلام .. (١).

أيها المسلمون بقدر ما يستهين اليهودُ والنصارى والشيوعيون بدماء المسلمين تراهم يقيمون الدنيا ولا يقعدونها إذا تعرض فردٌ منهم للقتل، وكلما زاد عددُ القتلى تعاظم الأمر عندهم فهل دماءُ المسلمين بهذه المنزلة المهينة عند القوم؟ وهل كُتب القتلُ علينا والسلامةُ لغيرنا؟ إنها نوعٌ من الغطرسة والكبرياء لا مبرر لها إلا شعورهم الكاذب بالتميز علينا .. وقديمًا قال أسلافهم وكذبهم القرآن: {لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} (٢).


(١) الحياة، السبت ٣٠/ ٤/ ١٤١٩ هـ.
(٢) سورة آل عمران، آية: ٧٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>