الحمد لله رب العالين، أتم الشريعة وأكمل الدين، وختم الأنبياء عليهم السلام بشريعة محمد عليه الصلاة والسلام، فمن اتبع واقتفى وفق واهتدى، ومن خالف أو ابتدع ضل الطريق وغوى، وأشهد أن لا إله إلا الله شرع من الدين ما يصلح البلاد والعباد، وأبي الجاهلون والمنافقون إلا أن يشرعوا لأنفسهم ما لم يأذن به الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، لا خير إلا دل الأمة عليه ولا شر إلا حذرها منه، صلى الله عليه وسلم تسليمًا كثيرًا، ورضي الله عن أصحابه الميامين الذين اقتفوا أثره وبشرعه كانوا مستمسكين وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
إخوة الإسلام، ويعجب المرء حين يلحظ فئامًا من المسلمين كلفوا أنفسهم ما لم يأذن به الله، واتبعوا شرائع وطرائق لم يعملها صفوة الخلق محمد ابن عبد الله صلى الله عليه وسلم، ولا صحابته الأخيار فابتدعوا في الدين ولو كلفوا أنفسهم السؤال عن أصلها والهدف منها، وما فيها من المغرم والمأثم لما عادوا إليها مرة أخرى فليس الدين- معاشر الإخوة- شهوة جامحة، ولا تقليدًا أبلهًا .. إنما هو الشرع الموحي، والسنة الموروثة عن أولي البصائر والأحلام والنهى «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة بالنار».
نعم إن الإسلام- أيها الأخوة- دين الله، والله تعالى أعلم بما يصلح للبشر ويقيم سلوكهم ويطهر قلوبهم، ولم يمت محمد صلى الله عليه وسلم إلا وقد أكمل الله دينه،