للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(١) المسلم بين الخوف والرجاء (١)

[الخطبة الأولى]

الحمد لله رب العالمين أنزل خشيته في قلوب المؤمنين، وجعل خوفه سببًا للمسارعة في الخيرات، فقال تعالى: {إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون} إلى قوله .. {أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون} (٢).

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده للشريك له، امتدح أنبياءه عليهم السلام، وأثنى على أوليائه بالخوف: فقال جل من قائل عليمًا: {إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبًا ورهبًا وكانوا لنا خاشعين} (٣).

وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله كان في أعلى مقامات الخوف من ربه، وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ومن كان بالله أعرف كان منه أخوف .. اللهم صلّ وسلم عليه وعلى سائر النبيين والمرسلين وعلى آله الطيبين الطاهرين، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

إخوة الإسلام عليكم بوصية الله للأولين والآخرين {ولله ما في السموات والأرض ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله .. } (٤).

أيها المسلمون والمسلمات لقد أتنى الله على ملائكته لخوفهم منه، فقال: {وهم من خشيته مشفقون (٥).


(١) ألقيت هده الخطبة يوم الجمعة الموافق ١٦/ ١٠/ ١٤١٥ هـ.
(٢) سورة المؤمنون، الآيات: ٥٧ - ٦١.
(٣) سورة الأنبياء، الآية: ٩٠.
(٤) سورة النساء، الآية: ١٣١.
(٥) سورة الأنبياء، الآية: ٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>