الحمد لله خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسنُ عملًا، وأشهد أن لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له، وَفَّقَ الله من شاء لطاعته، وهدى أولياءه لاستثمار مواسم الخيرات، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسوله، أمر بالمبادرة إلى الأعمال الصالحة قبل حلول الفتن والأسقام أو نحوها من الصوارف والشواغل، اللهم صلِّ وسلم عليه وعلى سائرِ الأنبياء والمرسلين.
عبادَ الله: بمِ نستقبل رمضان؟
هنا تتفاوت الهممُ، وتختلف الإجابةُ على صعيد الواقع وإن اتفق الناسُ في الكلام والأماني، ودعونا نتواصى بالصبر والحق - فتلك من علامات المؤمنين - ونتذاكر في عددٍ من الأمورِ نستقبلُ بها هذا الضيف الكريم.
فنستقبله أولًا بالفرح والبشرى، فهو من فضل الله ورحمته علينا، والله يقول:{قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}(١).
بُشرى العوالم أنت يا رمضانُ هتفتْ بك الأرجاءُ والأكوانُ
لك في السماءِ كواكبٌ وضَّاءةٌ ولك النفوسُ المؤمناتُ مكانُ
٢ - ونستقبله - ثانيًا - بالعزيمة على عمل الطاعات، ثم نتبع ذلك بالمسارعةِ للخيرات، فرمضانُ موسمٌ للهدى والخير والبركات، وميدانٌ رحب للتسايق في عمل الصالحات.
٣ - ونستقبله بالتوبة النصوح من الذنوب والأخطاء، وفتح صفحاتٍ أكثر إشراقًا وقربًا إلى الله ... وأنت - أيها المسلمُ والمسلمة - واجدٌ لك في هذا