للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لغة القوة ماذا تعني وماذا تنتج؟ (١)

الخطبةُ الأولى:

إنَّ الحمدَ للهِ نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه، ونعوذُ باللهِ منْ شرورِ أنفسِنا ومنْ سيئاتِ أعمالِنا، مَن يهدِهِ اللهُ فلا مُضلَّ لهُ، ومنْ يضلِلْ فلا هاديَ لهُ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، اللهمَّ صلِّ وسلِّم عليهِ وعلى سائرِ الأنبياءِ والمرسلينَ، وارضَ اللهمَّ عنِ الصحابةِ أجمعينَ والتابعينَ وتابعيهمْ بإحسانٍ إلى يومِ الدِّينِ وسلِّمْ تسليمًا كثيرًا.

أيَّها المسلمونَ: لغةُ الغطرسةِ والكبرياءِ ماذا تعني وماذا تُنتِجُ؟ سؤالٌ يتردَّدُ دائمًا ولكنهُ يُثارُ أكثرَ حينَ تكثرُ مستنقعاتُ الدماءِ، وحينَ يُظلَمُ الضعفاءُ، ويُقتَلُ الأبرياءُ ويُشمَلُ بالقتلِ الأطفالُ والنساءُ.

والمتأمِّلُ اليومَ في كونِ اللهِ الواسعِ يرى ظُلْمًا وعدوانًا، وقتلًا وتشريدًا منْ دولٍ تملكُ القوةَ، وتلوِّحُ بعصاها الغليظةِ، وتمتدُّ بأذرعِها الضاغطةِ هنا وهناكَ.

ومنَ المؤسفِ والمؤلمِ أنْ تكونَ الأرضُ المباركةُ، حيثُ مسرى الأنبياءِ وبيتُ المقدسِ، أكثرَ هذهِ الأماكنِ تعرُّضًا للظُّلْمِ والصَّلَفِ والكبرياءِ، وأنْ يكونَ الشعبُ الفلسطينيُّ الأعزلُ .. إلّا منْ حجارةٍ يحملُها الأطفالُ .. وهُتافاتٍ يُصوِّتُ بها الرجالُ، وأدعيةٍ ودموعٍ تُطلقُها وتَسكبُها ألسنةُ وعيونُ النساءِ .. أنْ يكونَ هذا الشعبُ الأبيُّ منْ أكثرِ الشعوبِ التي وَقَعَ عليها الظُّلمُ والاعتداءُ في هذهِ الأيامِ.


(١) ألقيت هذه الخطبة يوم الجمعة الموافق ٦/ ٦/ ١٤٢٢ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>