للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الخطبة الثانية]

الحمد لله ربِّ العالمين، أحمده تعالى وأشكره وأثني عليه الخير كلَّه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسولُه، اللهم صلِّ وسلم عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين.

أيها المؤمنون: توبوا إلى الله جميعًا لعلكم تفلحون، وحاسبوا أنفسكم ومَنْ تحت أيديكم قبل أن تُحاسَبوا، وَمُرُوا بالمعروف وتناهوا عن المنكر، قبل أن يضرب الله قلوبَ بعضِكم ببعض، ويُردَّ عليكم دعاءكم، وتطلبون النصرَ فلا يُستجاب لكم.

قال صلى الله عليه وسلم: «قال الله تعالى: مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر، قبل أن تدعوني فلا أستجيبُ لكم، وقبل أن تسألوني فلا أعطيكم، وقبل أن تستنصروني فلا أنصركم».

وفي لفظ آخر من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قال عليه الصلاة والسلام: «والذي نفسي بيده لتأمرنَّ بالمعروف، ولتنهونَّ عن المنكر، أو ليوشكنَّ اللهُ أن يبعث عليكم عقابًا من عندِه، ثم لتدعونه فلا يستجيب لكم» رواه الإمام أحمد.

أيها العقلاء ... أيها النبلاء: وكما أن مسؤولية الدعوة للخير، والتحذير من الشر، مسؤوليةٌ وشرفٌ لنا جميعًا، فكذلك تحقيقُ الأمن ونزولُ البركات مسؤوليتنا جميعًا، وبالإيمان يتحقق الأمن، وبالإيمان والتُّقى تُفتح بركاتُ السماء، ذلك وعدٌ غير مكذوب.

{الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} (١).


(١) سورة الأنعام، الآية: ٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>