إخوة الإسلام .. قصة تكرر عرضها في القرآن .. وقوم مسخوا قردة خاسئين .. فعلة شنيعة .. ومنكر ظهر، وتحايل مكشوف كانت الوقعة .. واختلفت المواقف .. وصار القوم فرقًا ثلاثة .. فاعلون للمنكر .. وساكتون عن الإنكار متهاونون بالنصيحة، وثالثة منكرون معتزلون للمنكر ..
وفي النهاية .. أنجى الله الذين ينهون عن السوء .. وأخذ الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون.
إنها قصة وفي ثناياها عبرة .. ليس فقط للذين عاشوا أحداثها بل ولمن جاء بعدهم، ويقرأ مواقفهم {فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ}.
كم يتكرر مثل هذا الموقف، وكم يختلف الناس حيال إنكار المنكر والقرآن وهو يعرض للقص ينبه الغافلين .. ويذكر بمصير الظالمين كم نحتاج إلى تدبر القرآن .. وكم نحتاج إلى تأمل قصص القرآن .. و {مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} .. تعالوا إلى هذه القصة نعرض لها باختصار ونقف عند أبرز دروسها وعبرها.
حين يكون الحديث عن انحرافات اليهود وحيلهم وتمردهم على شرع الله وأوامره وعصيانهم للأنبياء والمرسلين، فتلك مساحة كبرى، يكفي في شناعتها ما قصة القرآن من مواقف مشينة لهؤلاء القوم، فمن عبادة العجل إلى قصة البقرة