للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١ - صراط الله

٢ - طرق الضلال (١)

[الخطبة الأولى]

الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجًا قيمًا لينذر بأسًا شديدًا من لدنه، ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرًا حسنًا، وأشهد أن لا إله إلا الله خلق الإنسان وعلمه البيان، وابتلاه بسلوك طريق الحقِّ وحذَّره من طرق الضلال، {إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا * إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا} (٢).

وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، ما فتئ يبين للأمة طريق الخير والهدى، ويحذرها من طريق الغواية، فأبصرت بنور الله بعد الضلالة والعمى اللهم صل وسلم عليه وعلى سائر الأنبياء، وارض اللهم عن صحابته الذين ما فتئوا يسألونه عن الخير متزودين وعن الشرِّ مخافة الفتنة في الدين، حتى بقي الناسُ على محجة بيضاء لا يزيغ عنها إلا هالك.

ألا فاتقوا الله عباد الله، واخشوا يومًا ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون- ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرًا.

أيها المسلمون وإذا اتضحت لنا معالم الصراط المستقيم وأسواره وستوره المرخاة ودعاته -كما في حديث النواس السابق- فإن حديث اليوم عن مخالفة


(١) هذه الخطبة ألقيت في يوم الجمعة الموافق ١٧/ ٨/ ١٤١٧ هـ.
(٢) سورة الإنسان، الآيتان: ٢، ٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>