الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وآلائه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وخيرته من خلقه .. صلى الله عليه وعلى آله وإخوانه .. وارض اللهم عن أصحابه وأتباعهم إلى يوم الدين.
أيها الإخوة المسلمون، والمسافة بعيدة بين قراءة القرآن وتدبره والعمل، وهجره ومخالفته وعدم الاكتراث به، والفرق كبير بين من يقرآون القرآن ويعلمون به، ومن يهجرون القرآن ويلغون فيه، وحين اشتكى المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى ربه من الذين يهجرون القرآن أوحى الله إليه أن من قبلك من المرسلين جعلنا لهم أعداء {وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورًا، وكذلك جعلنا لكل نبي عدوًا من المجرمين وكفى بربك هاديًا ونصيرًا}(١).
وإذا كان هجر القرآن صفة مذمومة، والذين يهجرون القرآن فئة معلومة، فاتقوا الله معاشر المسلمين في القرآن، واحذروا هجره.
إخوة الإسلام، يكاد القرآن يهجر عند بعض المسلمين فيقل قراءته في المساجد إلا في رمضان، وأقل من ذلك قراءة القرآن في البيوت وتخصيص حلق نافعة تجتمع عليها الأسرة، وتكون مائدتها القرآن.
وربما فهم البعض أنه يكفيهم من القرآن أن تتلى آياته في المناسبات والاحتفالات وأن يستفتح به في البرامج والإذاعات.
والحق أن تقديمه يعني عدم التقدم عليه، والوقوف عند حدوده وأحكامه، وينبغي أن يفهم أن تقديمه رمز لإعلاء شأنه وعدم مخالفته، وأنه الحاكم الحق،