للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غزو من الخارج أم غزو من الداخل؟ (١)

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره

أيها المسلمون لا غرابة أن نرى أو نسمع أو نشاهد شيئًا من عداوة الكفار بمختلف أديانهم وأهدافهم .. ولكن المستغرب حقًا أن نهدد من داخل بيوتنا، وأن تشن حملات ظالمة وجائرة على ديننا وقيمنا من أبناء جلدتنا وممن ينتسبون إلى أسلافنا أولئك لا بد من الحذر منهم والوعي بمخططهم وأهدافهم، ومعرفة منطلقاتهم والتعرف على أساليبهم في المكر والمخادعة، ورسم معالم للموقف منهم، وحماية البلاد والعباد من آثارهم.

أجل لقد بليت الأمة بالمنافقين في سالف تاريخها وعز سلطانها .. ونجح المسلمون حينها في كشف هؤلاء وتجاوزوا محنتهم، حتى عاد هؤلاء المنافقون يعتذرون ويحلفون وهم كاذبون واليوم تتجدد النازلة بالمسلمين بهؤلاء، وتتسع دائرة العداوة، ويكثر الإرجاف والاستهزاء، وتبلى الأمة بهؤلاء المعوِّقين .. ويتكرر الموقف المسارع لكفار {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ}، ويكثر اللمز بالمطوعين والسخرية بهم وبإسلامهم .. وهؤلاء الصنف من الناس يركبون كل موجة، ويسلكون كل وسيلة تتحقق لهم أهدافهم .. فهم قوميون .. مع ضيق عطن القومية .. حين يشتد عود القومية .. ثم تراهم ينقلبون على القومية- ولو كانت في سبيل الدفاع عن الحدود والحرمات- وينسلخون منها كما تنسلخ الحية من جلدها وربما بلغ بهم التخلي عن (الهوية) حدًا مجدوا معه الغزاة ورحبوا بالمستعمرين أيعقل هذا من


(١) ألقيت هذه الخطبة في ٧/ ١/ ١٤٢٥ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>