للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الرحمة (١)

[الخطبة الأولى]

الحمد لله ربِّ العالمين الرحمن الرحيم، وأشهد أن لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له، أحاط بكل شيء علمًا، ورحمتُه وسعت كلَّ شيء، ورحمة ربِّك خيرٌ مما يجمعون.

وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسولُه وأحرصَ الناس على هداية أمته، وجاء في صفته: {بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} (٢).

اللهم صلِّ وسلم عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين، الذين كانوا رحمةً مهداةً من الله لأممهم، أنقذ اللهُ بهم من شاء من الغواية إلى الهدى، ومن دركات الجحيم إلى درجات الجنان، ومن يُضلِلِ اللهُ فما له من هاد، وارضَ اللهم عن آلِ محمد المؤمنين وعن صحابته أجمعين والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

فأما بعد: فاتقوا الله معاشر المسلمين امتثالًا لأمر الله ووحيه: {قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} (٣).

أيها المسلمون: والرحمةُ كلمة نديَّةٌ، رخية في لفظها، وهي ذاتُ مفاهيم ومدلولات كبيرةٍ في معناها، بها ينتشر الودُّ، ويتحقق الإخاءُ، ويسود القسط. وبالرحمة تُرعى كرامةُ بني الإنسان، وينتشر العدل، بها تستعلي النفوسُ إلى


(١) ألقيت هذه الخطبة يوم الجمعة الموافق ١٤/ ٧/ ١٤١٨ هـ.
(٢) سورة التوبة، الآية: ١٢٨.
(٣) سورة الزمر، الآية: ١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>