للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من أمراض القلوب (١)

[الخطبة الأولى]

الحمد لله رب العالمين مقلب القلوب والأبصار، ومكوِّر الليل على النهار، ومكوِّر النهار على الليل، وفي ذلك آياتٌ لأولي الألباب، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم صلى وسلم عليه وعلى إخوانه وآله، وارض اللهم عن أصحابه والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أيها المسلمون، اتقوا الله، وراقبوه، وأصلحوا سرائركم يصلح الله علانيتكم، واهتموا بإصلاح وعلاج قلوبكم تستقم وتصلح لكم سائر جوارحكم.

يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: «ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، إلا وهي القلب» (٢).

إخوة الإسلام، ويهتم الناس، كل الناسِ، بعلاج أجسامهم، والحفاظ على سلامة جوارحهم، فتقام المستشفيات، وتزار العيادات، ويستشار الأطباء، ويختص الإخصائيون، كلٌّ بمعالجة جانبٍ من جوانب الجسم، ولا ضير في ذلك ولا جناح، بل كان من هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم وصف العلاج لذوي الحاجة من المرضى، ولكن الذي ينبغي التنبه له أنه ليس هناك عيادات معلنة لعلاج مرض القلب، وليس هناك مستشفيات تعنى بفساد القلب الذي نريد، ذلك أن


(١) ٨/ ١٠/ ١٤١٢ هـ.
(٢) متفق عليه، انظر رياض الصالحين، باب الورع ص ٢٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>