للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تقدير الأكابر بين الغلو والجفاء

وعبد الله بن المبارك العالم المجاهد (١)

[الخطبة الأولى]

إن الحمد لله نحمد ونستعينه ونستغفره ..

أيها المسلمون لكل أمة عظماء تعتز بهم وتذكر مفاخرهم، وتتطلع إلى اللحاق بهم، أو التأسي بهديهم وفي مقدمة عظماء الأمة الأنبياء والمرسلون وأتباعهم وحواريهم المؤمنون.

وما زال التاريخ - يذكر نماذج من العظماء - وما توقفت عجلة العظمة عند هؤلاء ..

فثمة عظماء في عبادتهم .. وعظماء في علمهم، وعظماء في جهادهم، وعظماء في خلقهم ومناقبهم الأخرى (١).

والسؤال المهم .. ماذا نستفيد نحن من مطالعة سير هؤلاء العظماء؟ وما الموقف المحمود منهم؟ هل نبالغ في تعظيمهم فنغلوا؟ أم نبالغ في هجر سيرهم أو الحط من قدرهم فنجفوا؟ وما الموقف الوسط المحمود؟

وقبل الإجابة لا بد أن نقرر أن لنا - أمة الإسلام - نماذج من القدوات لا يتوفر مثلها أو قريب منها لدى الأمم الأخرى مجتمعة، ومع ذلك تعجب حين ترى من هذه الأمم الكافرة تمجيدًا (لعظمائهم) يصل إلى حد الغلو والدجل والتماثيل


(١) ألقيت هذه الخطبة في ٢١/ ١٠/ ١٤٢٥ هـ.
(٢) إنهم القدوات الكبار، كانوا كذلك لأنهم بحور في العلم، أمة في العبادة والدعوة، فرسان بالنهار رهبان بالليل، همم عالية وصبر وتضحية.

<<  <  ج: ص:  >  >>