للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هل من مدَّكِر (١)؟

[الخطبة الأولى]

الحمد لله رب العالمين، جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكَّر أو أراد شكورًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له قضى أجلًا وأجل مسمى عنده ثم أنتم تمترون، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أوحى إليه ربُّه {وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون * كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون} (٢).

اللهم صلِّ وسلم علية وعلى سائر الأنبياء والمرسلين، وارض اللهم عن أصحابه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

فأما بعد: فاتقوا الله أيها المؤمنون لعلكم تفلحون {يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم} (٣). {يا أيها الناس اتقوا ربكم واخشوا يوما لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور} (٤).

أيها المسلمون! يتعاقب الليل والنهار، ويجيء العام بعد العام، وتتعاقب الأجيال إثر الأجيال، وتفنى أمم وتنشأ دول، واندثرت في غابر الزمن حضارات، والوليد منها الآن في طريقها إلى الزوال، وهكذا الحياة والأحياء لا يدوم لها ولهم


(١) ألقيت هذه الخطبة في يوم الجمعة الموافق ٣/ ١/ ١٤١٨ هـ.
(٢) سورة الأنبياء، الآيتان: ٣٤، ٣٥.
(٣) سورة الحج، الآية: ١.
(٤) سورة لقمان، الآية: ٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>