السلفية الصحيحة وسط في المعتقد بين الجفاة والغلاة، وبين أهل التعطيل لأسماء الله وصفاته- حيث ينكرون ما ثبت- وبين أهل التمثيل الذين يشبهون الله بخلقه في الصفات- تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرا-.
السلفية وسط في الاستدلال والموازنة بين النقل والعقل، فهم لا ينكرون دورَ العقل في الفهم والاستنباط، ولكنهم يعظَّمون النصَّ الشرعي، وإن عجزت عقولهم أحيانًا عن إدراكه، ويرون ألا تعارض بين العقل الصريح والنقل الصحيح.
السلفيون المقتدون وسط في نظرتهم وتعاملهم لأهل الانحراف بين الفكر الخارجي المكفر بالكبيرة، وبين الفكر الإرجائي المتساهل لدرجة المداهنة وغياب الولاء والبراء، وعدم الإنكار على المخالف بالحكمة والموعظة الحسنة.
السلفية باختصار مدرسة تعتمد الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة منهجًا لها في العمل وطريقة في التفكير.
وأفرادُ السلفية بشرٌ غير معصومين من الخطأ، ولئن أخطأ منتسب للسلفية فينبغي أن يرد خطؤه ولا تُرمى السلفيةُ بالخطأ.
ولئن تسمى بالسلفية من حمل فكرًا منحرفًا، أو سلوكًا خاطئًا فتلك أخطاء المنتَسبين وليست انحرافًا في المنهج السلفي.
ومهما وقع النزاع بين أهل السلفية وبين الأشاعرة فلا ينبغي أن يتجاوز الخلاف الفقهي إلى الاختلافِ في المعتقد، فكلهم ينتمي إلى أهل السنة والجماعة فأصولُ الأئمة الأربعة في المعتقد متفقة، وينبغي ألا يغيب أن ثمة