للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كُنتُ في البلقان

(٢) المسلمون في البوسنة والهرسك (١)

الخطبةُ الأولى:

إنَّ الحمدَ لله نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه، ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسِنا ومن سيِّئاتِ أعمالِنا، من يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له، ومن يُضلِلْ فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه .. اللهم صلِّ وسلِّمْ عليه وعلى سائرِ الأنبياءِ والمرسَلين وارضَ اللهمَّ عن الصحابةِ أجمعين والتابعين ومن تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين.

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} (٢).

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ} (٣).

إخوة الإسلام: ولئِن كان الحديثُ في الجمعةِ الماضيةِ عن الإسلامِ والمسلمين في ألبانيا بينَ آثارِ الشيوعيةِ والانبعاثِ الإسلاميِّ الجديد، فحديثُ اليوم عن فئةٍ أُخرى من المسلمين عاشوا هم الآخرون تحتَ وَطْأة الشيوعيةِ والشيوعيِّين فترةً من الزمن، ثم عاشوا تحتَ حُكْم النصارى العربِ والكُرْوات فترةً زمنيةً أخرى، ثم عادوا اليومَ يحكمُهم الشيوعيون والعِلْمانيون .. كانت


(١) ألقيت هذه الخطبة يوم الجمعة الموافق ٢٧/ ٥/ ١٤٢٢ هـ.
(٢) سورة النساء، الآية: ١.
(٣) سورة فاطر، الآية: ٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>