للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وصايا لقمان وسنن وبدع شعبان (١)

[الخطبة الأولى]

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسولُه، اللهم صلِّ وسلم عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين، وارضَ اللهم عن أصحابه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

فأما بعدُ: فاتقوا الله معاشر المسلمين واعلموا أن تقوى الله أقومُ وأقوى، وهي للخير قائدٌ ودليل، وعن الشرِّ سياجٌ منيع، هي وصيةُ الله لكم فاعقلوها واعملوا بها: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} (٢).

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} (٣).

أيها المسلمون: وفي وصايا لقمان الحكيم متسعٌ للحديث، وفيها عبرٌ ودروس للأبناء والآباء. وحيث مضى التعريفُ بلقمان، ووصيتُه لابنه بالبعد عن الشرك بالله لعظيم خطره، وتنبيهُهُ لمراقبة الله، وبيانُ شيء من قدرته، فلا يزال لقمانُ يوصي ابنه بإقامة الصلاة: {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ} (٤) والصلاةُ صلةٌ بين العبد


(١) ألقيت هذه الخطبة يوم الجمعة الموافق ١٢/ ٨/ ١٤١٨ هـ.
(٢) سورة الحشر، الآية: ١٨.
(٣) سورة النساء، الآية: ١.
(٤) سورة لقمان، الآية: ١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>