الحمدُ لله القويِّ العزيزِ، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له في ربوبيتِه وألوهيتِه وأسمائِه وصفاتِه، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسولُه وخِيرتُه من خَلْقه ..
إخوةَ الإسلام: المَعْلَمُ السادسُ في معركتِنا مع عدوِّنا - أن تستثمرَ كلّ طاقةٍ مع الأمةِ رجلًا كان أو امرأةً، صغيرًا أم كبيرًا، مُلتزمًا أو غيرَ ذلك.
فالمواجهةُ - اليومَ - مع المسلمين، عالميةٌ، ومن الخطأ اليومَ أن نقتصرَ في خطابِنا الدعويِّ على فئةٍ دونَ أخرى من المسلمين، بل لا بدَّ أن نشملَ بخطابِنا الدعويِّ غيرَ المسلمين - معذرةً إلى ربِّكم، وعسى أن يصلَ الحقُّ إلى آذانٍ غافلةٍ أو مُلبَّسٍ عليها .. فتصحُوا على قوارعِ الحقِّ وحُجَجِ الإيمان .. لكن من المهمِّ أن تكون الخِطاباتُ الموجَّهةُ مناسبةً ومقنِعةً لمن وُجِّهت له.
إن الدفاعَ عن حِياضِ الإسلام - اليومَ وغدًا - لا يتحمَّسُ له الأخيارُ والدعاةُ والعلماءُ وحدَهم، بل بات عوامُّ المسلمين ومَن قَصَّروا في الالتزام .. بات هؤلاءِ جميعًا تتحرَّكُ عواطفُهم وتتفطَّرُ أكبادُهم لما يصنعُه اليهودُ والنصارى ومَن حالفهم بالإسلامِ والمسلمين، وعدمُ إشراكِ هؤلاء وجمهورِ المسلمين في الدعوة وصدِّ هجماتِ الأعداءِ خسارةٌ في ميدانِ المعركة الواقعةِ والمستقبلية .. وفي هذا الصددِ على العلماءِ والدعاة والقادةِ أن يُوجِّهوا السفينةَ وأن يفتِّحوا من الفرصِ النافعةِ للدعوة ما يُمكِّنُ للجميع أن يساهمَ في تحمُّل المسؤولية، ومقارعةِ الأعداء.
إن الأزْمةَ الراهنةَ ينبغي أن تجمعَ الأُمةَ المسلمةَ على كلمةٍ سواء .. وعالميّتُنا قبل عولمتِهم، وولاؤُنا لبعضٍ خيرٌ وأزكى من تحالُفِهم، وأهدافُنا أسمى من أهدافِهم.