إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ..
أيها المسلمون: يمرُّ العالمُ اليوم بأزمات متعددة، وتُصاب الشعوبُ بنكساتٍ مروعة، ولا تزالُ تلهث بعيدًا عن هدى الله، فيتعاظم الخطبُ، ويتصاعد مؤشرُ الانحراف، وتطلق صيحاتٌ من هنا وهناك محذرةً من النهاية البائسة ... ولكن أين المجيب؟
إن الأزمة الاقتصادية التي يمر بها عالمُ اليوم واحدةٌ من نماذج هذه الأزمة الخانقة، ومن عجب أن توجد هذه الأزمةُ مع تضخم رأس المال، ومخزون النفط، وكثرة الإنتاج في مجال الزراعة والصناعة ووجود أسواق بيضاء وسوداء، ونحو ذلك من الأخذ بأسباب النموِّ الاقتصادي المعاصر ومع ذلك كلِّه فإن شبح الانهيار الاقتصادي يطارد الدول الكبرى، تُرى ما أسبابُ هذا الانهيار؟
يُحلل اقتصاديون متخصصون - وغيرُ مسلمين - هذا الانهيار بارتفاع سعر الفائدة، وكثرة المديونية، والعجز عن السداد، ويرون المخرج من هذا تقليل حجم الفائدة، وباختصار: فهم يرون الربا ومعاملاته الجائرة سببًا رئيسًا لهذا الفساد الاقتصادي المهدد بالسقوط.
وهذه حقيقةٌ كشفها القرآن قبل ما يزيدُ على ألف عام حين أعلن اللهُ حربه على
(١) ألقيت هذه الخطبة يوم الجمعة الموافق ١/ ٨/ ١٤١٩ هـ.