للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من أنصار المرأة؟ (١)

[الخطبة الأولى]

إن الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده.

إخوة الإسلام: المسلم الحقُّ هو الذي يقبل أحكامَ الإسلام كلَّها، في حال يُسره وعُسره، ومنشطهِ ومكرهه، ولا يجعل لنفسه خيرةً فيما اختار الله، ولا يرتاب في صلاحية شرع الله لكل زمان ومكان، امتثالًا لقوله سبحانه: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} (٢).

واستجابة لقوله تعالى: {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (٣).

وعملًا وأدبًا لقوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا} (٤).

وليس من الإيمان في شيء التحاكمُ إلى غير شرع الله، بل من شروط الإيمان وصحته، التحاكمُ، والرضى، والتسليمُ، وعدمُ الحرج بحكم الله وشرعه: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} (٥).


(١) ألقيت هذه الخطبة يوم الجمعة الموافق ٦/ ٢/ ١٤٢٠ هـ.
(٢) سورة الأحزاب، الآية: ٣٦.
(٣) سورة النور، الآية: ٥١.
(٤) سورة الحجرات، الآية: ١٥.
(٥) سورة النساء، الآية: ٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>