الحمد لله رب العالمين، حفظ أولياءه المخلصين من كيد الشيطان، وجعل سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مؤمنون، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم صلٍّ وسلم عليه وعلى إخوانه وآله وأصحابه.
إخوة الإسلام: وقد ذكر ابنُ القيم -رحمه الله - أن عداوة الشيطان للإنسان تتمثل في ست مراتب، فتأملها وانظر فيما أنت منها، وجاهد نفسك على الخلاص منها:
(١) المرتبة الأولى: الكفرُ والشرك، ومعاداةُ الله ورسوله -عياذًا بالله من ذلك - فإذا ظفر الشيطان بذلك من ابن آدم بردَ أنينُه، واستراح من تعبه معه، وذلك أول ما يريد من العبد، فإن ظفر به صيَّره من عسكرِه ونوابه، فصار من دعاته. فإن يئس من ذلك نقله للمرتبة الثانية من الشرِّ وهي:
(٢) البدعة؛ لأنها أحبُّ إليه من الفسوق والعصيان؛ لأن ضررها متعدٍّ في الدين، وهي مخالفة لدعوة الرسل عليهم السلام. فإن كان الشخص ممن يعادي أهل البدع نقله إلى المرتبة الثالثة وهي:
(٣) الكبائر على اختلاف أنواعها، فيحرصُ أن يوقعه فيها، خاصة إذا كان عالمًا متبوعًا، لينفر الناس عنه، فإن عجز عن هذه نقله إلى التي بعدها وهي:
(٤) الصغائر التي إذا اجتمعت ربما أهلكت صاحبها، ولا يزال يسهلها عليه حتى يستهين بها، فيكون صاحب الكبيرة الخائف أحسن حالًا منه. فإن أعجزه العبدُ عن هذه نقله للخامسة وهي:
(٥) إشغاله بالمباحات التي لا ثواب فيها ولا عقاب، بل عاقبتها فوتُ الثوابِ