للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(١) الأخلاق الفاضلة (١)

[الخطبة الأولى]

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له.

إخوة الإسلام: والبرُّ حُسن الخلق.

وما فتئ المرسلون عليهم السلام يدعون الناس لمكارم الأخلاق ويحذرونهم من مساوئها، حتى جاء محمدٌ صلى الله عليه وسلم ليُتممَ مكارم الأخلاق، ويقول: إنما بعثت لأتمّمَ مكارم الأخلاق.

وجاءت شريعةُ الإسلام داعيةً لكلِّ خلقٍ كريم، وناهيةً عن كلِّ خلق ذميم، وبعث محمدٌ صلى الله عليه وسلم بالحنيفية السمحة، يأمر أُمته بالمعروف ويحل لأمته الطيبات، ويحرم عليهم الخبائث، ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم.

أما هو فوصَفَهُ ربُّه بكمال الخلق فقال: «وإنك لعلي خلق عظيم».

وشهد له صلى الله عليه وسلم بحُسن الخلق القريبُ منه والبعيد، والعدوُّ والصديق، ولم يتمالك سيدُ بني حنيفة في زمنه، ثمامةُ بن أثال رضي الله عنه من الاعتراف بفضله، والشهادة بحسن خلقه، حتى أسلم، وكان قبلُ مشركًا محاربًا، ثم أعلن له إعجابه بشخصه وبدينه حين قال: يا محمد والله ما كان على وجه الأرض وجهٌ أبغض إلي من وجهك، وقد أصبح وجهُك الآن أحب الوجوه إليّ، والله ما كان على وجه الأرض دينٌ أبغض إليّ من دينك، وقد أصبح دينُك الآن أحبَّ الأديان إلي ... إلخ كلامه، رضي الله عنه.


(١) ألقيت هذه الخطبة يوم الجمعة الموافق ٣/ ٧/ ١٤١٩ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>